بقلم: إيمان خطاب
رسام كاريكاتير مخضرم وخطاط بارع، خريج فنون تطبيقية، ومعهد دافنشي قسم زخرفة ...وأستاذ وأب لكل من يعرفه !
الأستاذ سعيد بدوى ...
من
فنانى الكاريكاتير أيام ما كان لفن الكاريكاتير قيمة ووزن في المجلات
وصحائف مصر الكبرى، حيث عمل فى الأهرام، وأخبار الأدب، و آخرساعة، وأصدر
عشرات الكتب للأطفال، وأقام عشرات الورش المجانية لتعليم هذا الفن المميز
جداً والصعب جداً، والذى يتطلب قدرات خاصة جداً أيضا من إتقان الرسم
بالقلم والخط والتجريد وقوة التعبير والتشويه أحيانا، وبين خفة الظل و
ذكاء التقاط النكتة والقدرة على السخرية دون تجريح، فضلاً عن إنتقاء
الأفكار والشعور بنبض الشارع والمتابعة اللحظية لكل ما يدور فى المجتمع
والإنسانية بشكل عام.
ومن هنا تكمن الصعوبة والمتعة أيضا، المتعة البصرية والمتعة العقلية ،المغلفة بإبتسامة صافية ماكرة أحياناً ..أو خجول!.
الأستاذ
سعيد بدوى هو أول من رأيته يرسم بكل بساطة وعلى وجهه ابتسامة جميلة فى
ورشة الكاريكاتير بالأوبرا منذ ٩ سنوات هذا الفن الساحر، وأذهلتنى منذ
الوهلة الأولى قدرته على تحريك أبطاله على الورق، وخلق مشهد درامى كامل، وتصويره لتعبيرات الوجوه بشكل سلسل وجذاب وبسيط يحمل خبرة خمسين
سنة وأكثر ... مبدعاً يحمل قلماً وأوراق كثيرة، وأفكار أكثر وأكثر، حيث
الإنتاج لا ينتهى أبدا.
وفى هذا العام ...(الغريب) ...استغل الأستاذ
سعيد حظر الكورونا فى الرسم طوال الوقت مما إتاح له فرصة إنقلاب نوعي فى أسلوبه المميز جداً فى الكاريكاتير!،
لينتج فناً خليطاً بين الكاريكاتير والإليستريشن والتشكيل.
بمذاق البهجة...أحياناً والتعبيرية القوية أحياناً اخرى والتجريدية الواضحة وخاصة فى الخطوط، والسريالية فى الكثير من الأعمال فى أول معرض يقيمه بقاعة صلاح طاهر بالأوبرا.
سعدت
كثيراً .... لتحقق هذة الخطوة بإقامة معرض لفنان ولفن عظيم لم يعد
يلتفت إليه الا القليلين... فن الكاريكاتير... الذى كانت مصر من رواده
... وكان القراء يبحثون عنه فى الجرائد قبل الأخبار، بل ويشترون المجلات
على اسماء رسامى الكاريكاتير بها.
وبما أن هذا العصر ولى وذهب
للاسف، فكان لابد أن يقيم الأستاذ هذا المعرض اخيراً .. لكى يشاهده الجمهور
المتابع والذى كاد أن يندثر إلا قليلاً .. وقد أهدى الأستاذ سعيد بدوى هذا
المعرض لأستاذه صلاح جاهين.
تحيه كبيرة لجهد رائع ...سيثمر عن
معرض قادم كبير للفن التشكيلى للأستاذ سعيد.بدوى....يجمع بين التعبيرية
والسريالية.. هذا ما أسسرت به للأستاذ ...الذى بالفعل أثبت للجميع ...أنه ليس هناك وقت او سن للبدء ...فى اى مشروع كبير .... وأن الأمل والعمل والحماس والعطاء بالنسبة للفنان هو الحياة نفسها ....مادام لايزال قادراً أن يحيا.