عن عمر يناهز 80 عاما رحل الفنان جمعة فرحات بعد سنوات من المعاناة مع المرض.. ويُعد فيلسوف الكاريكاتير الاجتماعى.. من الجيل التالى لمؤسسى المدرسة المصرية الحديثة للكاريكاتير: جاهين وحجازى ومصطفى حسين وزملائهم.. جيل الخمسينيات بعد الــرواد الأوائــل بدءًا من العلامة الأولى: صاروخان المصرى الأرمينى.. ورخا صاحب أول لمسة مصرية.. وعبدالسميع وزهدى وطوغان.وهو صاحب البرنامج التلفزيونى الشهير «جمعة كل جمعة».. وكان رئيساً للجمعية المصرية للكاريكاتير.. مظلة رسامى الكاريكاتير فى مصر.. والتى كان لها فى عهده.. الدور الحيوى والدافع للكاريكاتير المصرى بعد ماشهد من انحسار فى الصحف.. فقد انتقل من الصحيفة إلى اللوحة داخل قاعات العرض الفنية.. ومايعزينا ماترك من ثروة فنية هائلة فى الكاريكاتير السياسى والاجتماعى.. والصور الشخصية «البورتريه».. لرموز الثقافة والفن والسياسة ونجوم السينما.
بقلم: صلاح بيصار
الكاريكاتير..والصحافة المصرية
فن الكاريكاتير فن مشاكس بلغته النافذة الخاطفة كالبرق السريع.. من خلال خطوط موحية وعبارات تضىء على الفكرة المرسومة.. وفى أحيان كثيرة بلغة صامتة بدون كلام أو تعليق يخاطب الوجدان.. وهو فن يكشف ويواجه ويتصدى بريشة ذكية لماحة.. أيضاً يرسم البسمة والضحكة على الوجوه ويخاطب القلوب والعقول.. خاصة فى عصرنا المضطرب المسكون بالأزمات وبؤر الصراع.. وهو يعمد إلى التغيير فى طلاقة وحرية.. أداتــه الرمز بعيداً عن المباشرة والقوالب المحفوظة.
عرفت الصحافة المصرية.. الكاريكاتير فى الربع الأول من القرن العشرين على يد ثلاثة من الرواد الأجانب بعد ثورة 1919 بقليل.. فقد استقبلت مصر الأسبانى «خوان سانتوس».. الــذى جاء إليها للعمل أستاذاً فى مدرسة الفنون الجميلة.. فجعل منه الصحفى سليمان فوزى الرسام الأول لمجلة الكشكول.. ثم جاء التركى «على رفقى» رســام المساحة العسكرية الــذى اختطفته دار الهلال.. ورسم فى المصور والفكاهة.. وثالثهما الأرمينى الكسندر صاروخان الــذى اكتشفه الكاتب محمد التابعى وبدأ معه الرسم فى روزاليوسف.. وهو صاحب اللهجة الأكثر قرباً من الشخصية المصرية والأكثر تأثيراً.. وكان معهم الرائد محمد حسن ومثال مصر مختار وكانا يرسمان فى الكشكول.
انتقل صاروخان من روزاليوسف إلى آخر ساعة 1934 ومنها إلى أخبار اليوم مع الاخوين على ومصطفى أمين أول من أسسا وقدما صحافة مصرية تستمر بلا توقف.. وعندما أطلقت روسيا أول صــاروخ فى الفضاء.. رسم عبد المنعم رخا الرائد المصرى الأول فى فن الكاريكاتير رسما تحية إلى صاروخان الفنان الكبير وجاء التعليق: "واحنا كمان عندنا صاروخان".
ورخــا أول رســام مصرى يحترف هذا الفن بالمعنى الحقيقى.. وكان عليه مسؤولية ضخمة ألا وهى تمصير الكاريكاتير المصرى وتحريره من اللكنة أو اللهجة البصرية الأجنبية.. بينما نجد أحمد طوغان مع عبدالسميع وزهدى.. العلامة والنقلة الثانية فى هذا الفن بعد رخا.. وساهم الثلاثة فى فتح باب المدرسة المصرية الحديثة فى فن الكاريكاتير والتى اعتمدت على الاختزال والتلخيص فى الخطوط.. كما مزجت السياسة بالكاريكاتير الاجتماعى.. تزعمها فى تواصل من الخمسينيات: جاهين وحجازى ومصطفى حسين ومعهم بهجت وبهجورى وليثى وحسن حاكم ومن جيل الستينيات اللباد وفنانا جمعة وكمال ودياب وعز العرب ومحمد حاكم.. إلى توالى أجيال هذا الفن المشاكس الــذى مايزال يتألق.. ويضخ الكثير من رساميه.
جمعة.. وكاريكاتيرالطفولة
بــدأت قصة جمعة مع الرسم ككل الاطــفــال.. يرسم فى كراسات الدراسة مع كراسة الرسم.. وفى المرحلة الثانوية غلب عليه الفن وكان طالباً بالمدرسة السعيدية حتى أنه فى مادة اللغة الإنجليزية كان يستبدل كتابة الدروس بالرسوم.. وحين وشى أحد الطلبة لأستاذ المادة ألبرت مسيحة.. طلب منه الكراسة ومع خوفه الشديد.. طالع مستر مسيحة رسوماً كاريكاتيرية.. لكل أساتذة المدرسة مع صور من الحياة والناس.. وهنا قال له نلتقى بعد الحصة.. وصحبه معه إلى منزله وأعطاه كتاباً فى فن الكاريكاتير باللغة الإنجليزية.. بل وأخذه إلى مجلة روزاليوسف وهناك تعرف على الفنان بهجت عثمان الذى أعجب بكشكول المدرسة.. الملىء بالرسوم وبدأ فى التردد على المجلة ونشر أول كاريكاتير له عام 1957 بـ «نادى الرسامين».. ورغم التحاقه بكلية التجارة.. إلا أنه واصل الرسم والكاريكاتير برعاية الفنانين: بهجت وناجى كامل وانضم إلى مجلة صباح الخير.. وفى عام 1964 كتب عنه أستاذنا حسن فؤاد الفنان الشامل وراعى الموهوبين فى الفن والصحافة: جمعة رسام جديد ورقيق الخط.. هادىء السخرية يطوف بملامح المشاهير.. عابثاً من تضاريس وجوههم على استحياء.. وبالطبع ستزداد جرأته على مر السنين.. وبالفعل تطورت خطوطه وأصبح له لغته.. فى الكاريكاتير السياسى والاجتماعى بمسدس كاتم للصوت.
ومن فرط تألقه.. فى عام 1984 عمل عقداً مع وكيل اعماله فى الولايات المتحدة الأمريكية يُدعى «جيرى روبنسون».. ونشر رسومه فى الصحف فى أنحاء العالم.. لقيمتها وتاثيرها التعبيرى من بينها صحيفة «هيرالد تربيون» الأمريكية و«يوميورى» اليابانية ذات الانتشار والتى توزع 12 مليون نسخة.. وكانت رسومه تنشر من قبل فى مصر.
عمل جمعة بالعديد من صحف المعارضة.. مما أعطاه مساحة من الحرية فى الرسوم والافكار.. وقد وجد بغيته فى جريدة الشعب فى فترتها الأولى ذات الاتجاه الناصرى.. فى هذه الفترة جاء انتقاده وتصديه للحكومة والمسؤولين ورسومه.. للشخصيات الرسمية بالكاريكاتيرعامى 1986 و 1987.. وهنا صدر كتابه «حكومات ومعارضة» الذى جمع فيه حصاد هذه الرسوم.
وفى عام 1990 عندما عرض عليه الرسم بالوفد.. وجمعة يمثل التيار اليسارى جاءت حيرته.. لكن الرسام زهــدى أشــار عليه بالموافقة بلا تــردد بقوله: إن رسام الكاريكاتير يحتاج إلى نافذة يطل منها مسافة كل يوم.. وهو ما تتيحه الجريدة اليومية وقال له حجازى: نحن مسؤولون عن التاريخ..وليس الجغرافيا مادامت هناك حرية».. أما اللباد فجاءت موافقته.. ففى هذا تأكيد بأن رسام الكاريكاتير مؤسسة مستقلة بذاتها.. وطوال خمس سنوات لم تُرفض له سوى 3رسوم فقط.. لأسباب سياسية خاصة بالحزب والصحيفة.. ولم يتعارض عمله مع توجهه السياسى.
انتقل جمعة من روزاليوسف التى يرسم بها مع صباح الخير.. إلى مؤسسة الأهرام فى التسعينيات وكانت رسومه فى «الاهرام ويكلى» أيضاً.. الأكثر تعبيراً إلى شخصيته الفنية المشاكسة بالرسوم.. بتشجيع من رئيس تحريرها الكاتب حسنى جندى.. الذى كان يعطيه مساحة من الحرية فى الكاريكاتير السياسى.
هو.. ودنيا الكاريكاتير
جمعة فرحات صاحب نظرة ثاقبة فى الكاريكاتير السياسى، خاصة فى رسومه التى ناصر فيها القضية الفلسطينية والدفاع عن الأقصى بالكاريكاتير.. جاءت فى أكثر من 600 رسم ونشر منها منتخبات فى كتابه «سلام الدم».. حتى أنه أتهم من قِبل إسرائيل بمعاداته للسامية !.. ومن بينها ما رسمه لرؤساء وزراء إسرائيل منذ نشأتها وكل منهم تحت شخصيته اسم المذبحة التى اشتهر بها.. وهذا يؤكد خطورة فن الكاريكاتير.
إلا أنه أيضاً كانت له ريشته المتألقة فى الكاريكاتير الاجتماعى وقد رسم بورتريه أو صورة شخصية للوطن.. وفى الحقيقة تعد رسومه.. من أجمل الرسوم المصرية وأكثرها تأثيراً وصلة بالواقع.. بتلك الخطوط المستديرة والمنحنية المتكسرة والمتآكلة التى جسد فيها مشكلات وهموم واقع الحياة اليومية.. بتلك الشخوص ذات الجيوب الخاوية التى تنتمى لمصر الشعبية.. من هموم موظفى الدرجة الثالثة ونسيهم السلم الوظيفى وأصحاب المعاشات والمهمشين من أصحاب الحرف.. يحملون ملامح كسيرة متاكلة.. من فرط الصراع مع الحياة والحكومات والظلم فى العمل.. وعالج أيضاً مواجهة مشكلات زيــادة معدلات الطلاق وارتفاع سن الزواج والصور المقلوبة للحب.. وأزمة أنابيب البوتاجاز والثانوية العامة ومكتب التنيسيق والرياضة وصندوق النقد الدولى وهــوس كرة القدم والانتخابات وأحلام الطفولة وغلاء اللحوم.. وحواديت النساء والصراع بين الأزواج والموسيقى والطرب والأغانى الشبابية.. وكلها مشاكل يعيشها المجتمع.
وملامح شخصيات جمعة فى الكاريكاتير.. تبدو بوجوه بارزة مسكونة بالروح المصرية.. وهو يجسد الانفعالات تبعاً لكل موقف.. من الغضب والفرح والقلق والتوتر والخوف والحزن والآلم.
وكــان مثقفاً ومتابعاً جيداً ومتأملاً لكل مــا يــدور بالمجتمع.. يقول: «الكاريكاتير له قوة المقال وأكثر والمقال لابد أن تقرأه ولكن الكاريكاتير مدته نصف دقيقة.. توصل ما أريده أما قراءة المقال.. فتستفرق نصف ساعة لتصل الفكرة».
وهنا تعد أفكاره بالرسوم أقرب إلى البرقيات السريعة.. بعضها بدون كلام والبعض الآخر.. من التعليق بالكلمات يضىء مع الرسم ويوضح الفكرة.
جمعة كل جمعة
وجمعة صاحب البرنامج الشهير «جمعة كل جمعة» وهو برنامج تلفزيونى سياسى اجتماعى بالكاريكاتير.. يناقش قضايا الوطن وقضايا العالم.. ظل يبث أسبوعياً سنوات عديدة.. أكثر من عشر سنوات بقناة النيل للاخبار من بداياتها الأولى وانتقل إلى النيل الثقافية.
حين بدأ فى قناة الأخبار.. رحبت بفكرته الأستاذة سميحة دحروج رئيس القناة.. وهى التى اقترحت عنوانه «جمعة كل جمعة» ورغم إعجابه بالاسم.. وهو مثير فيه حيوية يجد رواجاً لدى المشاهد.. إلا أنه تحفظ خوفا من الذاتية والنرجسية فنفت له ذلك واستقر الرأى عليه.. كان جمعة يتابع الصحف العالمية والعربية والمصرية ويقتطع منها الكاريكاتير.. ومع ظهور الإنترنت بدأ يدخل على كل المواقع للصحف والمجلات الأوروبية والأمريكية.. وعقب أحداث 11 من سبتمبر كان يعرض الكاريكاتير المعارض للشرق العربى والإســلامــى.. ويقوم بالتحليل والشرح للرسوم الأجنبية من نكت الكاريكاتير.. والشخصيات المصورة من رموز السياسة والثقافة.. بأسلوبه الهادىء البسيط والعميق الذى يمس الوجدان.
وهناك جانب آخر فى شخصية جمعة الفنية.. فقد جاءت وجوهه من الصور الشخصية لنجوم السينما.. أكثر تعبيرا عن الصور الواقعية.. لما تحمل من روح الشخصية.. وفى احدى رسومه اختار ستة من نجوم الزمن الجميل «الأبيض والأســـود».. واستدعى لكل نجم أشهر قول أو تعبير مصاحب لشخصيتة.. فنرى استيفان روستى يقول: «نشنت يافالح».. ونجيب الريحانى: «أنا كدا حظى كدا» بينما قالت مارى منيب «مدوباهم اتنين»!.. وعبدالفتاح القصرى يــردد قولته الشهيرة: «ياصفايح الزبدة السايحة».. وزينات صدقى تقول: «كتاكيتو بنى» وإسماعيل يس: «جتك نيلة وأنت شبهى».. ويبقى تعليق الجيل الجديد للأب أسفل الصور: «انتو جيل أبيض وأسود و... و..».
هكذا كان صاحب فكر وفــن.. كــان تعبيرياً جعل من ريشته الذكية ما يعكس لهموم الإنسان فى واقعنا المعاصر.
رئيس الجمعية المصرية للكاريكاتير
تعد الجمعية المصرية للكاريكاتير.. مظلة فنانى كاريكاتير مصر.. تأسست عام 1983 بفكر الفنان زهدى وكــان رئيسها الأول الفنان رخــا.. وبعده تولى الفنان مصطفى حسين وقــد لعبت الجمعية دوراً مهماً تحت رئاسته وأصدرت مجلة «كاريكاتير» التى تبنت المواهب الجديدة وشجعت الرسامين الشباب بنشر رسومهم.. وفى عهد الفنان طوغان الذى تولى بعد مصطفى حسين.. جاءت فكرة الملتقى الدولى للكاريكاتير.. التى عضدها الفنان جمعة باعتبار الكاريكاتير لغة عالمية من أجل إثراء الحركة الفنية.. والتأكيد على دورها الحيوى فى المجتمع فى مصر والعالم باعتباره أحد الفنون البصرية التى تعمل على الكشف والتحليل للظواهر السياسية والاجتماعية.. ومع دور الفنان عفت رســام أخبار اليوم رئيس اتحاد منظمات الكاريكاتير فرع مصر وبترشيح وتشجيع من الفنان جمعة لتلميذه الفنان فوزى مرسى قوميسيراً عام «منسقاً ومنظما» للملتقى.. من بداية انطلاق الملتقى فى دورته الأولى.. اختارالملتقى قضايا تمس المجتمع الدولى على اختلاف بلدان العالم وكان الموضوع الرئيسى فى الدورة الأولى «مصر فى عيون رسامى الكاريكاتير» عام 2014 وناقش الملتقى الثانى قضايا «الصحة وتحدى الفقر» وعالج «قضية التعليم» بينما كانت الدورة الرابعة له حول «المراة وقضاياها فى مصر والعالم الثالث»..بمناسبة اختيار 2017 عاما للمراة المصرية.
وجاء الملتقى فى دورته الخامسة حول «مونديال 2018» وتناولت الرياضة بشكل عام مع كرة القدم بمناسبة كأس العالم الذى أقيم بروسيا.
وحملت الدورة السادسة شعار «الثقافة» بمعناها المتسع الشامل بوسائلها المختلفة والتى تالقت من بداية تاريخ الحضارات إلى وقتنا الحالى وصنعت جسورا من التواصل والحوار بين مختلف دول العالم.. من الكتاب الورقى والصحيفة والمجلة إلى الدراما فى السينما والمسرح والأوبــرا والشاشة الصغيرة وفى عمق الثقافة العالمية جاء الاحتفاء باديب نوبل نجيب محفوظ من خــلال عشرات الصور الشخصية له فى ملحمة تعبيرية تنوعت فيها الريشة من فنان إلى آخر.. وإذا كان الكاريكاتير المصرى والعربى قد تالق وازدهر بمساحات متسعة بالصحافة.. إلا أنه يشهد حالياً انحساراً فى الصحف.. وقد عوض ذلك وأصبحت لوحة الكاريكاتير تتحاور مع لوحة التصوير بعد أن انتقلت إلــى قاعات العرض مشاركة فى حركة الإبداع.. بلمسة رسامى مصر من مختلف الأجيال.. مع رسامى العالم شرقه وغربه.
ومع ايزابلا البولندية شاركت بنات حواء من الفنانات من مصر والدول العربية كل فنانة مساحة وكل مساحة تعبير: أمنة الحمادى من الإمــارات وعفراء يوسف من سوريا ومن الكويت سارة النومس وضحى الناصر ومنى التميم مع هدير يحيى ومروة إبراهيم ونورا مكرم ورشا مهدى من مصر.
هكذا شهد ملتقى الكاريكاتير الدولى فى دوراتــه العديدة.. التألق والازدهـــار بفضل دعم الفنان جمعة رئيس الجمعية المصرية للكاريكاتير.. هذا الدعم المعنوى وتشجيع الشباب.. حتى حقق مكانة كبيرة بين ملتقيات ومشاركات الكاريكاتير فى العالم.
إنسانيته
كان الفنان جمعة فرحات رئيس الجمعية المصرية للكاريكاتير.. هادئاً مبتسماً مهذباً محباً للجميع.. وكان راعياً وابــاً روحــيــاً.. لكل أجيال الفن المشاكس فى فن الكاريكاتير من الشباب.. محتفيا دائماً ومضيئاً على أعمال زملائه من الفنانين الكبار.
فى عام 2016.. عندما أقيم معرض الفنان طوغان «ليالى الشرق» بجاليرى ارت كورنر احتفاء بفنه بعد رحيله «معرض تصوير بالكاريكاتير» كان من المقرر أن يفتتح المعرض الفنان جمعة.. فى ذلك الوقت المت به وعكة صحية صعبة وكان خارجاً من المستشفى.. وما زالت توصيلات التنفس بأنفه.. ورغم هذا تحامل على نفسه وجاء بكل حب.. وافتتح المعرض.. وكان مساءً رائعاً وقد أشاع بإنسانيته البهجة فى الحضور من الزملاء الفنانين.. وجلس بعد الافتتاح وسط زملائه.. هكذا كان دائماً.. شديد الإنسانية مع دوره ولمسته المؤثرة فى الكاريكاتير.
يقول الفنان فوزى مرسى أحد تلاميذه: رحيل الفنان جمعة يوم حزين للكاريكاتير ولنا جميعا.. ورغم مرضه فى الفترة الأخيرة كنا نلجأ إليه دائماً فى أى مشكلات نواجهها.. وهو أحد أهم من دعموا تلك المهنة طوال فترة رئاسته للجمعية حتى آخر حياته.
وسوف تقوم الجمعية المصرية للكاريكاتير.. بتنظيم فاعلية تكريم لجمعة الإنسان والفنان بالتنسيق مع اسرته لعرض منتخبات من ابداعاته وبورتريهات «صور شخصية» له.. رسمها فنانون من مختلف الأجيال.
سلام عليه وتحية إلــى روحه.. بعمق عطائه الفنى والانسانى.