recent
News

عبد السميع .. صاحب الريشة المقاتلة

عبد السميع .. صاحب الريشة المقاتلة

 

كان الكاريكاتير قبل عبد السميع شيئاً وبعده أصبح شيئا آخر، فهو أول رسام كاريكاتير في تاريخ الصحافة المصرية يفكر لنفسه، حيث كان رئيس التحرير هو الذي يقوم بإمداد الرسام بالأفكار لينفذها، وهو ما اتبعه الأستاذ محمد التابعي مع صاروخان ورخا على صفحات مجلة روزاليوسف حتى جاء عبد السميع عبدالله (1916-1986) ليؤسس مدرسة جديدة في تاريخ الكاريكاتير المصري يقوم فيها رسام الكاريكاتير بتنفيذ أفكاره (التوحد بين الرسام  والفكرة).
 
 
بعد رحيل صاروخان ورخا إلى جريدة الأخبار طلب الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس من عبد السميع الرسم لروزاليوسف، وبدأ ظهوره على غلاف المجلة عام 1946، وحاز على إعجاب الجميع وتألق بشكل لافت حتي أصبح عموداً أساسياً في روزاليوسف وأصبح نجمها، ورسومه هي الأكثر تأثيراً وشعبية، رسوم تحريضية تقود الرأي العام وتؤثر في الناس وتعبر عنهم و كأنه زعيم شعبي.
 
كانت رسوم عبد السميع تهاجم الفساد السياسي قبل ثورة يوليو كما انتقدت الثورة أيضاً في بعض المواضع وهاجم الفنان الكبير الإخوان المسلمين بقوة بعد الثورة وتم تهديده بالقتل حتي تم تعيين حراسة له.
 
كان عبد السميع ملتزماً بخط سياسي واضح ويرسم بحس وطني عالٍ، حيث اشترك الفنان الكبير في الحملات السياسية الشهيرة لروزاليوسف قبل ثورة يوليو ضد الأسلحة الفاسدة والأحزاب والإنجليز والفساد السياسي بشكل عام، وظهر هذا في أغلب أغلفة روزاليوسف، حيث كان يقوم برسم غلاف المجلة المطبوع باللونين الأحمر والأسود، ليلحق به بعد ذلك في رسم الغلاف جورج البهجوري وإيهاب شاكر وصلاح جاهين وحجازي وبهجت عثمان ورجائي ونيس ومحي اللباد.
 
 
عبد السميع .. صاحب الريشة المقاتلة
 
 
يعد عبد السميع ثالث أهم رسام كاريكاتير في تاريخ روزاليوسف بعد صاروخان ورخا، فبعد رحيلهما إلي أخبار اليوم تصدر هو المشهد في روزاليوسف وخاض معاركها الشرسه وحملاتها السياسيه الشهيرة واستكمل رسم شخصية المصري أفندي التي كان يرسمها صاروخان ثم رخا وهي أشهر شخصية كاريكاتيرية مصرية والتي كانت تعبر عن نبض الشارع المصري، ثم ابتكر شخصيات كاريكاتيرية جديدة أضافت لتاريخ الكاريكاتير المصري مثل شخصية الشيخ متلوف الشهيرة.
 
تميزت رسوم الفنان الكبير بقوة الأفكار وجرأتها نظراً لسخونة الأحداث وطبيعة الحياة السياسية في مصر في ذلك الوقت، أيضا شخصياته التي تشعر بحركتها وحيويتها داخل اللوحة الكاريكاتيرية وخطوطه القوية التي تدب فيها الحركة والحياة، و رغم تأثره بالفنان صاروخان في البداية إلا أنه غيّر أسلوبه وإمضاءه أكثر من مرة خلال مسيرته الصحفيه ومشواره الفني المتميز الذي امتد لأكثر من 40 عاماً، يكاد يكون هو الوحيد الذي امتلك جرأة التغيير والتطور خمس مرات متتالية في مسيرته التي تستحق التأمل و التقدير.
 
نشر بمجلة روز اليوسف 
13 أغسطس 2022 
google-playkhamsatmostaqltradent