لم يكن الفنان طوغان فناناً عادياً، بل كان فناناً مميزاً صاحب تجربة حياتية فريدة ومسيرة فنية حافلة أخلص فيها لفن الكاريكاتير وقدم أعمالا ساهمت في انتشار الوعي والثقافه والمعرفة ووظف فنه لخدمة قضايا الإنسان والدفاع عن حقوقه ودعم المناضلين ضد الاستعمار في كل مكان.
شارك الفنان الكبير في تأسيس جريدة الجمهورية عام 1953 بدعوة من الرئيس الراحل أنور السادات الذي كانت تربطه به علاقة صداقة ونشر رسومه الكاريكاتيرية علي صفحاتها بشكل يومي وأصبح أحد أعمدتها الأساسية، كما عمل خلال مسيرته الصحفية الطويلة في العديد من الصحف والمجلات مثل مجلة الجمهور المصري والمساء وأخبار اليوم وروزاليوسف وساهم في تأسيس مجلة كاريكاتير مع الفنان مصطفى حسين وهي المجلة الوحيده المتخصصة في هذا الفن.
عمل الفنان الكبير في روزاليوسف -مدرسة الكاريكاتير الأولي- أواخر الأربعينات والتي قال عنها: "كانت فاطمة اليوسف تعطيني علي الرسمة الواحدة عشرين قرشا وفي إحدى المرات رسمت مظاهرة فقلت لها ضاحكاً أريد عن رسم كل وجه في اللوحة عشرين قرشا".
اهتم طوغان بكل عنصر من عناصر لوحاته الكاريكاتيرية مثل الخلفيات والتعامل معها كعنصر هام يضيف بعداً للرسم أيضا شخصياته الكاريكاتيرية والتركيز على تفاصيلها وصفاتها الجسدية وملامحها الشكلية واهتمامه بتوظيف لغة الجسد في رسومه وهو أمر ضروري عند رسم الأشخاص (مثل الحركات الجسدية و تعبيرات الوجه والإيماءات والإشارات) كلها تفاصيل حرص عليها الفنان ليقدم الكاريكاتير في أفضل صورة.
كان الفنان الكبير طوغان يتمتع بموهبة العطاء وتشجيع المواهب ومساعدة الفنانين الشباب ودعمهم بمنتهى التواضع و البساطة وهي من صفات الفنانين العظام أمثال طوغان.