recent
News

الكاريكاتير في مواجهة فيروس كورونا

Home
  كاريكاتير بريشة الفنان حمد أحمد      
                                                                                                    
                                                                                                 بقلم: فوزي مرسي
 
 الكاريكاتير فن مشاغب، يهتم بمختلف القضايا السياسية والإجتماعية والثقافية والصحية، ينحاز دائماً للبسطاء، يدافع عنهم وعن حقوقهم، وينتصر لهم، ليضمن حياة كريمة ومستقبل أفضل يليق بهم، وهذا الفن البسيط القوي التأثير، بخطوطه الجريئة والتى تتسم بالسخرية وخفة الظل، وبإفكاره العميقة القريبة إلى القلب، والتى تغرس في الوعي الكثير من النضج، يسعى دائماً إلى إحداث تغيير إيجابي  في الواقع الإجتماعي، للتصدي للكثير من القضايا والأزمات التى تعاني منها البشرية. 
        
 

كاريكاتير بريشة الفنان فوزي مرسي


 
ولأن الكاريكاتير الساخر هو أقوى سلاح يمكن أن يصل لجميع شرائح المجتمع، بغض النظر عن مستوياتهم الثقافية وفئاتهم العمرية، بطريقة سهلة ومبسطة، فهو فن للمتعة والجمال والبسمة، يتميز بالشفافية والحضور الطاغي  لما يملكه من سحر وتأثير غير عادي عند الناس، وقدرة على الجذب والإعجاب، ويلعب فن الكاريكاتير دوراً كبيراً من خلال  ما يقدمه من رسائل تثقفية وتنويرية وتوعوية، تساهم بشكل كبير في تكوين و تعزيز الوعي لدى قطاع عريض من المواطنين، فمنذ ظهور فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في مدينة ووهان بؤرة الوباء، والتى تقع في مقاطعة هوبي الصينية، ومن ثم انتشاره في شتى أنحاء العالم دون استثناء، واجه فنانو الكاريكاتير في مختلف دول العالم بريشتهم الساخرة أزمة صحية انسانية عالمية لم يسبق لها مثيل، وذلك من خلال أعمالهم الفنية الهادفة، والتى تتميز بالطرافة، وتحمل في طياتها الكثير من الرسائل التوعوية والإرشادية المفعمة بالحب، والتى تملأها الأمل والتفاؤل، والخوف والحرص على المواطنين، والتى تهدف  لنشر التوعية والوعي الصحي لدى أفراد المجتمع، والتحذير بخطورة هذا الوياء العالمي، وتدعو المواطنين لإتباع التعلميات والإرشادات الطبية، وتحفزهم على الالتزام بالتدابير الاحترازية التي فرضتها الدول حرصاً على سلامة أبنائها، وفي محاولة للتغلب على انتشار عدوى فيروس كورونا، والحد من الخسائر البشرية.
 
كاريكاتير بريشة الفنان حمدي أحمد
 
 بعد الإعلان عن وجود إصابات بفيروس كورونا المستجد في مصر، حرص فنانو الكاريكاتير على تفجير طاقات المرح والإبداع لديهم، من خلال أعمال فنية تدعو إلى الصمود والمقاومة، وبث الطاقة الإيجابية، ورفع الروح المعنوية، في محاولة منهم لتجاوز هذه الجائحة بالإبتسامة والأمل، فقدم الفنان حمدي أحمد أكثر من مائة كاريكاتير من خلال صفحاته الشخصية على منصات التواصل الإجتماعي، تحمل هذه الأعمال في مجملها الكثير من المعاني الإنسانية، وتهدف لنشر الوعي الصحي،  وتحث المواطنين على ترسيخ السلوكيات الصحية الآمنة، رسم الفنان كاريكاتير أكثر من رائع  يسلط الضوء على الدور الكبير والبطولي الذي تلعبه الأطقم الطبية في مواجهة هذا الوباء، وما يقدمونه من عطاء يستحق كل تقدير من جميع أفراد المجتمع.
 

 كاريكاتير بريشة الفنان سمير عبد الغني

 
الفنان سمير عبد الغني، أحد صانعي البهجة، بإسلوبه المتفرد، والذي يتميز بالجمال والبساطة، يقدم لنا يومياً وجبة دسمة من المرح، عبر صفحته على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"، من خلال أعماله الفنية المدهشة، والتى تهدف لرفع درجة الوعي الصحي لدى المواطنين، وتدعوهم لإتباع الإجراءات الوقائية التى أعلنتها وزارة الصحة، وذلك لمحاربة ومواجهة انتشار هذه الجائحة وتداعياتها الخطيرة، وبريشته الساخرة رسم مارد كبير يصرخ في الشخص الذي أخرجه من القمقم قائلاً: "أرجوووك رجعني القمقم تاني أنا خايف من الكورونا".
 

كاريكاتير بريشة الفنان فوزي مرسي


ومن أبرز الأعمال الفنية التى قدمتها والتى تتسم بالسخرية، ونشرت في مجلة أكتوبر، وبعض المواقع الإلكترونية، كاريكاتير يحمل مفارقة طريفة، حيث رسمت شخص يتجه إلى خارج منزله، يتركه خياله يذهب وحده، ويعود مسرعاً إلى المنزل خوفاً من الإصابة بفيروس كورونا، قائلاً له: "روح أنت مشوارك .. أنا هستناك في البيت"، وفي كاريكاتير آخر جسدت فيروس كورونا يقف أمام منزل، بابه مغلق، وكتب عليه "مغلق للتحصينات"، وذلك في رسالة لتشجيع المواطنين على الالتزام بالإجراءات الوقائية المتبعة، والبقاء والتحصن بالمنزل، والتأكيد على فكرة التباعد الإجتماعي، للحد من تفشي هذة الجائحة الغير مسبوقة والتى اصابات مختلف دول العالم.
 
google-playkhamsatmostaqltradent